المخرجة المصرية سارة الشاذلي بتشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42 بعرض عالمي أول لفيلمها الروائي القصير إيزابيل، من خلال مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، كمان أطلقت البوستر الرسمي للفيلم مع مقدمته الدعائية استعداداً منها للمشاركة في المهرجان.
الفيلم من إنتاج مدرسة السينما والتليفزيون الدولية بكوبا، وهو من بطولة إيلاينبيلتران ليموس وكلاوديا توماس فونتس ويضم فريق العمل أيضاً في كتابة السيناريو والحوار سارة الشاذلي ومالينا كسبيديسجواريني، ومدير التصوير نوهيليفلورتيساباراهونا ومونتاج إليسا تشن هزاو، ومنتج منفذ أيسيا فيجيروا.
سارة درست إخراج الأفلام الروائية بالمدرسة الدولية في كوبا، وده بعد تخرّجها من الجامعة الأمريكية في باريس وتخصصها في دراسة الأفلام. وهناك كملت شغفها في كتابة وإخراج عدد من الأفلام القصيرة زي “سوما” و”الأم” و”إيزابيل” و”عيد الميلاد“. وبعد دراستها للسينما في الجامعة الأمريكية اتدربت في قسم الأرشيف في “سينماتك” في باريس.
وحالياً سارة بتشتغل على أول أفلامها الروائية الطويلة بعنوان “العودة“، واللي بتناقش من خلاله تناقض العلاقة بالوطن بين الحب والكراهيه، وكفاحها للعثور على مكانها كامرأة في المجتمع.
سارة الشاذلي بنت مصرية بتحب القاهرة جداً وبتوصف نفسها إنها شخص شديد التعلق بالماضي وده اللي بيظهر بقوة في أفلامها.
فيلم ايزابيل هو أحدث فيلم قدمته سارة الشاذلي، تم اختياره علشان يدخل المسابقة. والفيلم ده بيحكي عن بنت أهلها مشغولين عنها طول الوقت وسايبنها مع المربية اللي شكلت جزء كبير من حياتها.
ومن خلال حوارنا مع سارة الشاذلي عرّفتنا أكتر عن نفسها وعن أعمالها ورؤيتها الفنية.
فيلم ايزابيل بيوصل للمُشاهد أجواء غريبة، هل ده كان مقصود ولا لأ، واحكيلنا ازاي جتلك فكرة الفيلم وقررت إنك تعمليه؟
فكرة الانطوائية موجودة في الفيلم. وجاتلي فكرة الفيلم من خلال مشروع في كوبا لما اتسألت “أنتِ مين؟” ولقيت نفسي برجع للطفولة في القاهرة وذكرياتي مع المربية بتاعتي فحكيت حكاية شخصية جداً ومن هنا أُعجبوا جداً بحكايتي والنص اللي كتبته وفي اللحظة دي اتولدت فكرة الفيلم.
الفيلم كان بيعتمد أكتر على التعابير اللي كانت بتبان على وشوش الممثلين رغم أن مفيش حوار طويل، ازاي كنتي بتقدري تشتغلي علي كل التفاصيل الدقيقة دي؟
الحقيقة أنا مكنتش بفكر أوي خلال عمل الفيلم في التفاصيل الصغيرة أوي دي، بس لأني أنا حاسة الفيلم قوي ولأنه بيعبر عن تجربة شخصية فعرفت أترجم الأحاسيس دي على الشاشة. فبالنسبالي الكلام الكتير مهواش عنصر مهم خالص في الحكاية وبالتالي كان لازم أعتمد علي تعابير الوش علشان أوصل المشاعر للمُشاهد.
عمل فيلم شخصي جداً زي ايزابيل أكيد كان فيه صعوبات في أنك تكتشفي نفسك أكتر وتفهميها، احكيلنا عن التجربة دي
بالنسبالي مش من الصعب أني اكتشف نفسي، السينما كلها حالة تواصل نفسي، تقدر من خلالها تتواصل مع الذات. علشان كدا الكتابة والتمثيل هما أهم عنصرين بالنسبالي في الصناعة ولازم يكونوا محكمين جداً علشان نقدم فيلم قوي وجميل.
كان إيه هدفك من تقديم حكاية إيزابيل وحياتها مع المربية؟
فكرة المربية هي الفكرة الأساسية في الفيلم، وأنا شخصياً عشت مع المربية في طفولتي فترات طويلة وعلاقتي بيها كانت قوية جداً فكانت حكاية المربية واحدة من الحكايات اللي بتجمعني بطفولتي وبالقاهرة.
لما بدأت الخطوة دي هل كنت مدركة صعوبة إن المرأة تدخل مجال صناعة الأفلام وبالذات الأفلام القصيرة؟
طبعاً كنت عارفة من الأول إن الموضوع مش سهل، بس أنا مازلت بتعلم ومع الوقت بكتشف وبفهم حاجات أكتر .
وكمان أضافت سارة أنها منبهرة بالنساء في مصر من ساعة ما رجعت من كوبا بعد غياب عشر سنين، واكتشفت إن المرأة بقى عندها مساحة أكبر من الحرية.
احكيلنا عن تجربة المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي؟
بالنسبالي المشاركة في المهرجان مهمة جداً علشان كنت مهتمة جداً إن الفيلم يتشاف في مصر، وأتمني إني أقدر أوصل لكل فئات الشعب المصري مش بس صناع السينما في مصر .
هل دي أول مشاركة ليكي في مهرجان القاهرة السينمائي؟
أه بالظبط، دي أول مرة أشارك في مهرجان القاهرة لكن الفيلم اتعرض في مهرجانات كتير في كوبا. وبرغم كدا حاسة إن مشاركتي في مهرجان القاهرة ليها إحساس مختلف وطعم تاني لأني وسط بلدي وأهلي.
هل عندك خطط مستقبلية للشغل في السينما المصرية؟
خلال شغلي في كوبا كنت دائماً حاسة إني عايزة أرجع مصر علشان أشارك في السينما المصرية، وكنت مترددة شوية ولكن بعد ما خلصت دراستي في كوبا، اتلغى مشروع التخرج هناك بسبب الكورونا. وبعدها قررت أرجع مصر وأبدأ شغلي من هنا.
هل بتفكري تقدمي أفلام تجارية ولا هتفضلي تعملي أفلام قصيرة؟
هو أنا مش بفرق ما بين أفلام تجارية وقصيرة، بالنسبالي أنا عندي خطط أني أعمل أفلام خيال علمي. هي الفكرة إني مش بعرف أنا هعمل إيه لحد ما بعمله. بس اللي أنا متأكدة منه إني لازم أقدم أفلام الخيال العلمي علشان هو ده اللي أنا بحبه دلوقتي.
هل في حد من صناع السينما المصرية عندك شغف إنك تشتغلي معاه؟
أكيد نفسي أشتغل، علشان كدة أنا بشوف الأفلام المصرية علشان أفهم صناعة السينما في مصر وأعرف أحدد شغفي ناحية صناع السينما. لكن أقدر أقولك إني عارفه أنا عايزة أصور فين، مدرستي القديمة أو شوارع محددة في القاهرة.
القاهرة بالنسبالي ملهمة جداً. أنا عشت في باريس وكوبا ولكن دائماً تظل القاهرة ملهمتي الوحيدة. القاهرة هي أكتر مدينة بتعشقها عدسات الكاميرات لأنها جذابة جداً في التصوير وحابة جداً أني أصورها وأعمل أفلام من داخل شوارعها.