تحديث بتاريخ 10 نوفمبر 2020.
مباشرة من برنامج التاسعة مساءا مع وائل الإبراشي. في مداخلة هاتفية يوم الأحد 9 نوفمبر 2020 علق هاني مهنا علي الضجة اللي حصلت بخصوص تصريحاته علي ظهور حسن شاكوش وعمر كمال وحمو بيكا وقال ““جايز أكون قسيت عليهم في تصريحاتي الأولى وأنا بعتذر لو كنت قسيت عليهم وإنما شاكوش وعمر كمال بالعكس أعجب بأغانيهم لأن مفيش أي لفظ خادش للحياء ولا التقاليد والقيم المصرية لكن كل تصرفي مع حمو بيكا ومرجعش ومعتذرش”
كمان قال ان اعتراضه علي حمو بيكا انه اتخانق في مقر النقابة وسبها واتهمها بالرشوة وأخد حكم قضائي بالغرامة والسجن وده اللي حمو بيكا مرجعش اعتذر.
وعقب علي ان تصريحاته كانت متسرعة بسبب ضغط بيان نقابة الموسيقيين اللي وصفه بأنه متسرع، وعاتب علي هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، خاصة ان النقابة طلعت ببيان بتزايد فيه علي حبه واحترامه للنقابة، وان البيان طلع من غير ما النقابة ترجعله علشان تفهم اللي حصل.
يوم 10 نوفمبر 2020 طلع حمو بيكا بيفيديو لايف من علي صفحته علي الفيسبوك ومن داخل مقر نقابة الموسيقيين وقدم اعتذار واضح.
في الفيديو وجه اعتذار لنقابة الموسيقيين والمجلس ككل وكهيئة واحدة وكمان وجه اعتذار خاص لنقيب الموسيقين هاني شاكر.
فيديو الاعتذار طلع من اقل من ساعة واحدة بس وكان رد تعقيب علي مداخلة هاني مهنا مع وائل الابراشي، واعتذار حمو بيكا جه في وقته بالظبط وخلي صفحته بيضا تماماً ومش عليه اي أخطاء في الضجة اللي حصلت دي كلها، ودي خطوة ذكية جداً ومحترمة جداً من الفنان.
ايه اللي حصل اصلاً؟
يوم الجمعة 6 نوفمبر 2020 كان فرح بنت الموسيقار المشهور هاني مهنا، وحضر الفرح ممثلين ومطربين كتير.
اللي ميعرفش مين هاني مهنا، هو موسيقار مشهور جداً، عزف مع أم كلثوم أغنية ليلة الحب.
الفرح اللي ورانا الوش الوحش للمجتمع.
في فيديوهات كتير انتشرت علي السوشيال ميديا بيظهر فيها الفنانين في فرح هنادي مهنا، ومن الفنانين دول المطربين الشعبيين، حمو بيكا وعمرو كمال وحسن شاكوش.
في الفيديوهات اللي المطربين التلاتة دول ظهروا فيهم في الفرح كانوا بيغنوا مع العروسة والعريس، اللي كانو مبسوطين جداً وبيغنوا معاهم وحافظين اغانيهم. كان من الواضح ان الكل مقضي وقت لطيف مع بعض.
تصريحات هاني مهنا: صداع من كتر الطبقية والعنصرية.
بعد الفرح بشوية اصدرت نقابة المهن الموسيقية بيان صحفي استنكرت فيه ظهور الفنانين الشعبيين دول في فرح هنادي مهنا، والبيان الصحفي كان كله عتاب لهاني مهنا علشان عزم المطربين التلاتة.
وفي تصريحات تانية قال انه اتصدم بوجودهم في الفرح واتضايق جداً من اقتحامهم الفرح كدا وانهم متطفلين.
طبعاً كل واحد من المطربيين التلاتة طلع يرد علي بيان هاني مهنا وقالوا ان اللي عزمهم علي الفرح هي هنادي مهنا، بنته، وانهم مكانوش هيعرفوا مكان الفرح ولا معاده من غير دعوة. وانهم مش متسولين علشان يروحوا فرح من غير دعوة.
حمو بيكا بيرد: انا مش بيئة ولا متسول.
حمو بيكا كان لازم يطلع يرد، بس مكانش محتاج يشرح كل اللي قاله، لأن اللي المفروض ان اللي قاله بديهي.
الضغط الاجتماعي اللي يخلي حد يبرر وجوده ويدافع عن كينونته بالطريقة دي بيقولنا ان في حاجة غلط، في حاجة. تنمر هاني مهنا علي المطربين التلاتة ميختلف في أي شئ عن تنمر كامل المجتمع عليهم، والسؤال، ليه؟ ليه المجتمع بيتنمر علي تلاتة فنانين مشهورين وناجحين جداً في شغلهم؟
عمر كمال: احنا مش متطفلين، وجينا بدعوة من بنتك.
حسن شاكوش: احنا ابسط خلق الله وجينا علشان هنادي كلمتنا وقالتلنا امنية حياتي تيجوا فرحي.
أكد شاكوش في الفيديو أن تم تقديمهم هما التلاتة علي المسرح علشان يغنوا وانهم غنوا مع العروسة والعريس بعد ما استلموا الدعوة من هنادي وأن كل ادعاءات هاني مهنا مش حقيقية وانها مش منطقية خالص.
بالرغم من كل ده، إلا ان المطربين التلاتة مارسوا حقهم في الرد واتكلموا بكل احترام في تصريحاتهم، مغلطوش في حد ووضحوا الحقيقة بكل أدب.
لكن هتلاحظ في كل فيديوا من فيديوهات الرد دي ان في انكسار في الكلام وغصة، الناس دي اتهانت بجد واتعرضت لتنمر اكيد وجعهم اوي.
للأسف هاني مهنا رد تاني وقال انهم كلهم كدابين وانه ميعرفهمش ولا عزمهم ولا حتي بنته عزمتهم وان دخولهم الفرح كان مرفوض تماماً. طبعاً الرد ده كان مش منطقي لكل الاسباب اللي المطربين التلاتة شرحوها في ردهم.
نتكلم شوية عن العنصرية والطبقية والحقد المجتمعي اللي المطربين الشعبيين بيتعرضوا له!
سواء اتفقنا او اختلفنا حولين شخصيات بيكا وشاكوس وعمر كمال، منقدرش ننكر انهم ناجحين جداً في اللي بيعملوه.
مزيكتهم مالية شوارع مصر، ومش بيجبروا حد يسمعهم، المزيكا اللي بيعملوها بتناسب الذوق العام لنسبة كبيرة جداً من المجتمع وده بكل بساطة سبب نجاحهم وانتشار مزيكتهم في كل حتة في مصر.
ناس اغلبهم متحصلوش علي تعليم عالي ولا دخلوا مدارس لغات ودرسوا علوم سياسية ولا بيزنس ولا حاجة فانسي ولا بيتكلموا اربع لغات ،ورغم كدا ناجحين ومعاهم فلوس كتير. فلوس عملوها وهما بيشتغلوا في حاجة بيحبوها ومرتاحين ومبسوطين بشغلهم وهما بيعملوا مزيكا وفن.
هل نقابة المهن الموسيقية عندها مشاكل شخصية مع الفنانين الشعبيين؟
الاستاذ الفنان الكبير هاني شاكر، نقيب الموسيقيين في مصر، تقريباًَ عنده مشكلة شخصانية مع الفنانين الشعبيين.
من فترة طويلة وهو بيحاول بكل الطرق انه يخرس اصواتهم ويمنعهم من ممارسة حقهم في انهم يعملوا المزيكا بتاعتهم بإدعاء ان اللي بيعملوه مش مزيكا ولا فن وانها بتدمر الذوق العام عند المصريين.
لدرجة انه رفض يسجلهم كموسيقيين في النقابة وسابهم يمارسوا شغلهم بدون الحق في الدعم من النقابة كموسيقيين.
وكمان طاردهم قانونياً علشان يجبرهم ميعملوش مزيكا تاني. واتسبب في استدعائهم للنيابة ودفعهم مبالغ ضخمة اكتر من مرة كغرامات لمجرد انهم بيغنوا.
احنا هنسيب الفيديو ده هنا، من غير اي تعليق خالص.
النقابة بتمارس شكل من اشكال الديكتاتورية علشان تحدد مين من حقه يغني ويعمل مزيكا وفن ومين مش من حقه.
المطاردة القانونية ومحاولات اسكات الناس ومنعهم من ممارسة حقهم في الغنا، اسمه ايه؟ والسؤال الأهم: انت مين علشان تحجر علي حرية الأخرين في الفن؟
ايه هو الفن اصلاً؟
الفن زي الجمال، مصطلح غامض لدرجة ان في فرع كامل في الفلسفة اسمه علم الجمال Aethetics. واللي بيركز بالكامل علي تعريف الجمال والقبح.
ولأن طبقاً لفلسفة الجمال يتم تعريف علي الفن علي انه “الفن عبارة عن مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية في إنشاء أعمال بصرية أو سمعية أو أداء، للتعبير عن أفكار المؤلف الإبداعية أو المفاهيمية أو المهارة الفنية، والمقصود أن يكون موضع تقدير لجمالها أو قوتها العاطفية. تشمل الأنشطة الأخرى المتعلقة بإنتاج الأعمال الفنية نقد الفن ودراسة تاريخ الفن والنشر الجمالي للفن”
ولكن وبرغم من التعريف ده إلا أن في فرع كامل من الفن اسمه فن القبح واللي بيناقش حقيقة ان الجمال مش شرط ينطبق علي العمل الفني علشان يعتبر فن.
اذا الفن هو عبارة عن مجموعة من الأنشطة اللي بيمارسها الإنسان علشان يعبر عن مكنونات النفس وويعبر عن الضغط النابع عن الوعي والاجتماع.
يبقي يا استاذ هاني شاكر ويا استاذ هاني مهنا، مش انتوا ولا أنا ولا أي حد من حقه يقول ان اللي بيمارسه شخص ما وبيسميه فن انه مش فن. اي حد من حقه يعمل اي حاجة ويقول عليها فن. اما الحكم علي جماليات الفن ده فموضوع فلسفي كبير ممكن انا وانت وهما نتجمع ونتكلم عن مظاهر الجماليات واختلاف رؤية كل واحد فينا ليها.
تعنت نقابة المهن الموسيقية نابع من الجهل والحقد.
كون النقابة بتمارس كل طاقتها في مطاردة الفنانين الشعبيين بدل ما توجه طاقتها في دعم الموسيقيين في مصر، فده شكل من اشكال الديكتاتورية لأن الاستاذ هاني شاكر وغيره شايفيين ان رؤيتهم الوحيدة لمفهوم الجمال والفن هي الصح وان كل الباقيين، والشريحة الأعظم من المصريين اللي بيحبوا الفن الشعبي وسبب نجاحه، ادني منهم ومش من حقهم يختاروا المزيكا والفن اللي بيبسطهم ويريحهم.
لو دي مش ديكتاتورية قبيحة، يبقي اسمها ايه؟
لو خايف علي ذوق المصريين الموسيقي، اعملهم حاجة تترفع بذوقهم.
لو في حد مختلف مع الفنانين الشعبيين وعنده مشكله مع المزيكا بتاعتهم ممكن يعملنا المزيكا اللي شايفها تناسبنا، يمكن احنا اطفال ومحتاجين رقابة علي نوع المزيكا اللي بنسمعها! ويسيب الجمهور يختار اللي بيحبه وبيرتاحله.
الأوبرا، واللي يمكن تعتبر ارقي اشكال الموسيقي النهاردة، الكنيسة منعتها في وقت من الاوقات، لما كانت الكنيسة في اوروبا عندها القوة الديكتاتورية انها تمارس رقابتها علي ذوق الجمهور. شايفين الشبه بين فعل الكنيسة في العصور الوسطي وفعل نقابة الموسيقيين النهاردة؟
كلمة حق في اسباب هجوم معظم المصريين علي المطربين الشعبيين.
احنا مجتمع شهادات، يمكن معظم القراء مش هيختلف معايا في الحقيقة دي.
احنا اتربينا علي اننا نذاكر وندخل الجامعة ووعدونا اننا لو تعبنا في المذاكرة واتخرجنا من الجامعة بشهادة كبيرة هنبقي ناجحيين في حياتنا.
لكن معظم المصريين اتخرجوا من جامعات ولقوا سوق العمل اصعب مما كانوا يتخيلوا، لقوا نفسهم مش مطلوبين ولا مجهزين بالمطلوب في سوق العمل. وبالتالي معظم الشهادات الجامعية بقي ملهاش لازمة وبالتالي بقي في خيبة امل واكتئاب جماعي من الشباب اللي مش لاقيين شغل زي ما اهلهم وعدوهم.
ولما مطربيين شعبيين مش متعلمين تعليم عالي زي الناس دي يشتغلوا ويعملوا مزيكا وتنجح ويكسبوا فلوس كتير ويلاقوا نفسهم معاهم شهرة ونجاح وفلوس، طبيعي هتلاقي معظم الناس مصدومين. ازاي نجحوا؟ دول متعبوش في الجامعة؟ امال وعود النجاح بالشهادة راح فين؟
وده سبب غضب معظم المصريين والتنمر علي المطربيين الشعبيين بوصفهم بيئة ومتسولين ومش متعلمين؟
احنا كمصريين عندنا رابط شرطي غير حقيقي بين التعليم والنجاح. وبالتالي مش متقبليين اي حد ينجح من غير تعليم جامعي. ولا اي حد ناجح وغني من طبقة متوسطة او دون المتوسطة. عنصرية وطبقية؟
المجتمع المصري لازم يتقبل حقيقة انه اتضحك عليه، والرابط الشرطي بين التعليم الجامعي والنجاح مش حقيقي ولازم الناس تعرف ان اهم حاجة هو الاستعداد لسوق العمل وتجهيز نفسك بالمطلوب فيه هو وسيلتك الوحيدة للنجاح، مش مجرد تعليم جامعي وهوب دوبل كيك انا ناجح وغني، الموضوع اصعب من كدا واكثر تعقيداً.
كمان لازم نفهم ان الناس من حقها تسمع اللي بتحبه وتختار المزيكا اللي بتعبر عنها وان الفن والمزيكا هي اذواق نسبية وان من حق كل حد يمارس حقه في صناعة الفن والمزيكا وانت من حقك كانسان تختار اللي بتحبه منها وتتجاهل الباقي.
العنصرة والطبقية والتنمر علي المطربيين الشعبيين نابع من غضب وفشل وكبت من جهات مختلفة من المجتمع في مصر بالإضافة للوعود الكذابة اللي معظم المصريين عايشينها كل يوم.
بعد كتابة المقال، نزلت هنادي مهنا مجموعة من الستوريز علي الانستجرام بتاعها والفيسبوك بترد علي كل الضجة اللي حصلت علي السوشيال ميديا.
في الفيديو بتقول انها عزمت المطربين التلاتة من غير ما والدها وأحمد ياسين، الـ party planner بتاع الفرح، ما يعرفوا، لأنها كانت عايزة تعمل مفاجأة لكل المعازيم بحضور الفنانين اللي بتحبهم وبتسمع اغانيهم طول الوقت.
واضافت ان كونها بنت هاني مهنا وبتسمع مهرجانات شعبي ميخصش أي حد وأنها بتحترم الفنانين الناجحين المحبوبين اللي بتقدرهم جداً واعتذرت عن الضجة اللي حصلت.
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.