أولاً، احنا مش قصدنا في النقد اللي هيحصل في المقال ده أن الشعب المصري متوحش وبياكل العيال الصغيرين، بالعكس، احنا بنحاول نوضح أن المصريين مجرد بشر عندهم إحتياجات ودوافع وتصرفاتهم ليها أسباب، وبنحاول نهدم أشكال من الوهم الجماعي، اللي بتخلي المصريين مش قادرين يواجهوا عيوبهم علشان يشتغلوا عليها ويتحسنوا كأفراد.
مظاهر العنصرية ضد شيكابالا
كلنا، ومن زمان، بنسمع أسوء ألفاظ عن شيكابالا علشان لون بشرته، رغم أنه واحد من أشطر اللعيبة في مصر. وبغض النظر عن تصرفات شيكابالا اللي بتستفز الجماهير واللي مينفعش أصلا تتناقش علي أنها حتي دافع للعنصرية.
بعد مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة في دوري أبطال أفريقيا، واللي كان أول مرة يوصل فيها فريقين مصريين للنهائي، نزل شيكابالا على صفحته الرسمية على الانستجرام صورة ليه قديمة و هو رافع جزمته لجماهير النادي الأهلي.
طبعاً اللي حصل ده إهانة صريحة لجماهير الأهلي وشىء مش مقبول خالص، ولازم النادي بتاع اللعيب ده ياخد معاه رد فعل سريع.
اللي صدر من شيكابالا ميبررش أبداً اللي صدر من جماهير النادي الأهلي بعد كده.
http://facebook.com/QuesinaCity/videos/1557211848000265/
قامت جماهير النادي الأهلي بإقتحام مدافن عائلة شيكابالا علشان تحتفل. ورقصوا وشتموا أهله.
منظر يناسب الجماهير المتدينة بطبعها؟
http://facebook.com/mohtaz.ahmed/videos/3513583832056449
وبعدين الجماهير جابت كلب أسود ولبسته تي شيرت شيكابالا وكملوا إحتفال في إشارة للون بشرته.
لو مش دي عنصرية قبيحة ومقززة تبقي أيه؟
عرفنا ان مجلس الوزراء استجاب وقام بتعديل قانون العقوبات مضيفاً مادة جديدة لتجريم التنمر.
وحاليا بتم الإجراءات اللازمة لمطارة أصحاب واقعة فيديو الكلب وغرامة 30 ألف جنية وحبس 6 أشهر.
الشعب المصري بطبيعته عايش حالة من إنكار الذات، والإسقاط النفسي بقي جزء من تكوينه الجمعي.
الشعب المصري بطبيعته متدين وطيب وعِشري ومضياف ودمه خفيف. أوصاف بتتردد علي لسان الشعب المصري نفسه في حالة تحسها محاولات إقناع الذات بحاجة المتكلم نفسه مش مصدقها.
تعالوا نتكلم في شوية احصائيات عن الشعب المتدين والطيب!
أكتر من 90% من النساء في مصر اتعرضوا لتحرش جنسي علي الأقل مرة واحدة في حياتهم. المصدر.
اكتر من 20,000 ست بيتم اغتصابهم في مصر كل سنة، يعني بمعدل 55 ست بتغتصب في اليوم الواحد. المصدر.
تعالو بقي نتكلم عن الشعب العِشري والمضايف!
كلنا بنسمع قد أيه المصريين بيرحبوا بالأجانب بإبتسامة حلوة وبيحاولوا يضايفوهم، لكن الحقيقة أن المصريين عشريين مع الأجانب من أصحاب البشرة البيضا بس، واللي ملامحهم بتدي طابع المستعمر الأوروبي.
يمكن ده سببه العنصرية الداخلية عند المصريين، واللي ممكن يكون سببها إحتلال الرجل الأبيض للبلد علي مدار الزمن.
المستعمر الأبيض، زيه زي أي مستعمر بأجندة إستغلالية، كان عايز يستغل اقتصاد وموارد البلد علي قد ما يقدر وعلشان كان لازم يحكم قبضته علي ثرواتها وبالتالي كان لازم يحول أهل البلد لعبيد وخدم علشان يخدموا أجندته الإستعمارية.
إزاي تحول أهل البلد لعبيد وخدم؟
تقطع عنهم سبل التحضر وتمنع عنهم التعليم وتحولهم لمجرد تروس في ماكينة الإقتصاد اللي بتغذيك كمستعمر، وبعدين تتفاخر قدامهم بقدارتك التعليمية والحضارية والتكنولوجية والأدبية والفلسفية وتقرر أنك الإنسان الأفضل.
من هنا الإنسان غير المتعلم والمقهور بطبيعته هيصدق علي طول أنك أفضل منه، لأنه شايفك علي قدر أكبر من المعرفة والثقة بالنفس والمقدرة علي إدارة نظم حضارية وبشرية ضخمة، وهو شايف نفسه أنه جاهل وقليل الحيلة وضعيف أمام قدراتك كسمتعمر.
من الطبيعي أن الإنسان ده هيحتقر ذاته وهيقدس الإنسان الأبيض ويصدق أنه أحسن منه ومش هيقدر يربط ما بين التفاوت في القدرات والإمتيازات اللي بينه وبين المستعمر وما وبين القهر الحضاري اللي مارسه عليه علشان يخليه أدني منزلة منه.
والحالة النفسية المعقدة اللي نشأت عند الإنسان المصري تحت حكم الإنسان الأبيض طبيعي إنها تتورث بشكل واعي وغير واعي للأجيال اللي بعد كده. ومن هنا نشأت عند المصريين عقدة الخواجة أو العنصرية الداخلية.
عقدة الخواجة، العنصرية الداخلية، والتعامل مع اللاجئين
المصريين بيحبوا السوريين جداً، ورغم أن في إستغلال كتير بيحصل للاجئين السوريين، وأنهم بيعيشوا أزمات كبيرة في مصر، إلا أن المصريين في نهاية اليوم بيحبوهم علشان بشرتهم بيضا وملامحهم أوروبية أوي.
عندك اللاجئين السودانين مبيتعاملوش زي السوريين، بالعكس، بيتم إهانتهم وإستغلالهم في وظائف أدني قيمة. علشان السودانين من أصحاب البشرة الداكنة،وعقدة الخواجة، العنصرية الداخلية، عندنا كمصريين بتخلينا نحتقر كل بشرة أغمق من بشرة الرجل الأبيض.
لو لسه مش مصدقني أن المصريين عندهم عنصرية، تعالا أحكيلك شوية حكايات مرعبة بتحصل للاجئين السودانين في مصر.
https://www.instagram.com/tv/CDOqT5xJ30Y/?utm_source=ig_web_copy_link
في صفحة علي انستجرام اسمها stop_antiblacknessinegypt مهتمة بالتركيز علي الإعتداءات العنصرية اللي بتحصل ضد الجالياا الأفريقية في مصر.
في البوست اللي فوق ده، وفي يوليو 2020 حصل إن مجموعة من السودانين اتخانقوا مع مجموعة من المصريين في منطقة حدايق المعادي.
وحدايق المعادي هي منطقة مزدحمة بمجموعة كبيرة من السكان من طبقات فقيرة ومتوسطة، وجزء كبير من السكان هما سودانين مسيحيين من أصحاب البشرة الداكنة.
سبب الخناقة ان مجموعة من الشباب المصريين اتحرشوا جنسياً ببنت سودانية ولما اخواتها دافعوا عنها اتضربوا من مجموعات كبيرة جداً في الشارع، والموضوع اتحول لخناقة عرقية كبيرة بين المصريين والسودانيين في المنطقة.
ناس كتير اتجرحت جامد وراحت المستشفي ولما الشرطة اتدخلت كانت بتستهدف في الاستجواب السودانيين فقط، ووصل الأمر للإعتداء علي السودانين في شوارع المعادي من قبل الشرطة والمصريين نفسهم، لفترة طويلة بعد الخناقة دي.
https://www.instagram.com/p/CDOuqQ0JAM-/?utm_source=ig_web_copy_link
الست اللي في الصورة دي، سودانية بتشتغل خادمة في أحد البيوت، واتعرضت للضرب من قبل مجحموعة من المصريين علشان أفتكروا أنها أم الشباب السودانين اللي كانوا بيتخانقوا في حدايق المعادي.
سبب الإعتداء علي الست دي ظناً منهم أنها أم السودانيين المتخانقين في المعادي، ملوش أي تفسير غير أن العنصرية والطبقية والجهل دفعتهم للإعتقاد أن كل أصحاب البشرة الداكنة في مصر قرايب ومرتبطين برابطة دم. رغم أن في أكتر من مليون لاجئ سوداني في مصر!
لو دي مش عنصرية، تبقي أيه؟
الإعتداءات الجنسية علي النساء السودانيات
https://www.instagram.com/p/CFzA4pQnGvp/?utm_source=ig_web_copy_link
في الفيديو بتظهر واحدة سودانية ركبت توكتوك يوصلها البيت ولكن السواق أخدها لمكان فاضي ومع مجموعة كبيرة من الشباب المصريين اتحرشوا بيها زي ما احنا شايفين كدا.
الإعتداءات الجنسية علي السودانيات محدش بيتكلم عنها زي ما يكون ملهمش صوت.
https://www.instagram.com/p/CDUwfwpp_Gq/?utm_source=ig_web_copy_link
الأمر وصل إن عصابة اقتحمت بيت فيكتوريا واغتصبت بناتها وواحدة منهم بقت حامل.
رغم أن صوت النساء في مصر بقي دلوقت عالي ومسموع من خلال السوشيال ميديا وبقوا قادرين يتكلموا، رغم الضغوط الإجتماعية، عن التحرش والإساءات الجنسية، يبقي السؤال: فين حق النساء السودانيات وفين الأصوات اللي تنادي بالحق ده؟
قتل طفل سوداني ورفض المستشفي علاجه علشان لون بشرته
https://www.instagram.com/p/CHtIKk4H35Y/?utm_source=ig_web_copy_link
محمد حسن هو طفل سوداني عايش مع أهله في السادس من أكتوبر. بعد خلاف مادي مع واحد من صحاب والده، قام الأخير بطعن محمد عدة طعنات واتسرب فيديوا للطفل وهو بيموت والمدرسة بتاعته بتلقنه الشهادتين قبل ما توعده أنه مش هيموت.
لكن للأسف وطبقاً لصفحة stop_antiblacknessinegypt محمد مات لأن الدكاترة في VodafoneHelp رفضوا يعالجوه بسبب لون بشرته.
https://www.instagram.com/tv/CHQ3ajQHGs8/?utm_source=ig_web_copy_link
في الفيديو اللي فوق ده، مديرة المدرسة بتحكي عن اللحظات الأخيرة في حياة محمد.
الشعب المصري بيعاني من أزمة عنصرية واضحة، وضحاياها بيعانوا بشكل مقيت. لو معترفناش بالحقيقة دي مش هنقدر نقف في وشها ونحلها، والضحايا هيفضلوا يعانوا في سلسلة من العنف العنصري والطبقي. احنا محتاجين نسلط الضوء علي ضحايا العنصرية في مصر ونديهم مساحة يحكوا حكاياتهم ويكون ليهم صوت، وده اللي هتلاقيه علي أكونت against_antiblacknessinegypt علي الاسنتجرام.
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.